الاعتذار بين الشجاعة والخوف
قبل فترة أنتشر مقطع لمعلمٍ وهو يضرب أحد طلابه داخل الفصل أمام بقية الطلاب بطريقةٍ أغضبت
من شاهدها،
وبعد فترة ليست بالبعيدة من من ظهور المقطع السابق ظهر مقطع آخر في نفس الفصل لنفس المعلم والطالب وكلاهما يقبل رأس الآخر،
الكل لهم الأحقية دون استثناء في التعبير عن آراءهم بطريقةٍ معتدلةٍ يكون أحد أهم أهدافها النقد البناء من أجل التحسين والتطوير خاصةً لمهنة التعليم كونها مهنة الأنبياء والرسل.
أما عندما تستغل عبارات التعبير عن الرأي أو ما يسمى وجهات نظر بهدف التشهير أو خلق صورةٍ سيئةٍ عن المعلم ودوره في العملية التعليمية... أقول هنا عفواً عزيزي الكاتب أو المذيع لسنا بهذه السذاجة حتى تمرر علينا الحملة الشرسة والممنهجة على المعلم أو طريقته في التعليم.
أنا لست هنا مدافعاً عن المعلم أو عن الوزارة ولست بصدد تصفية حسابٍ مع أحدٍ، لأن الأصل في الطرح الإعلامي الموضوعية فعندما تكتب مقالاً أو تقدم برنامجاً إذاعياً أو تلفزيونياً يجب عليك الالتزام بالمهنية وألا تتوقع المثالية وأن تحذر من النزعة الكماليه.
لأن الفوكس الحاصل على أي حالة فردية يهدم ولا يبني.
بالتأكيد ليس هناك من يؤيد تصرف المعلم لأن فيه سوء معااملةٍ وعنفٍ بدني ولفظي وهذا الأمر جعل الغالبية تقف على الجانب المظلم من المقطع دون ملاحظة جيدة
السؤال المهم بل الأهم
هل في المقطع جانب مضيئ؟
نعم هناك جانب مضيئ وسوف أتحدث عنه وهو ما يسمى في علم النفس الاحتراق النفسي وتحديداً "الاحتراق الوظيفي".
لست أبرر تصرف المعلم فهو تصرف خاطئ جداً، ولكن من تحدث عن تصرف المعلم لم يتطرق إلى عودة المعلم لإكمال درسه.
نعم المعلم اخطأ ويجب معاقبته ولكن وجب علينا أن ننظر للموضوع من ناحيةٍ إنسانيةٍ ومهنيةٍ في نفس الوقت قبل إتخاذ قرار العقوبة لهذا المعلم بناءً على مطالبات البعض بإصدار قرار بفصل المعلم أو محاولة بعض السذج المطالبة بمحاكمة المعلم وجلده.
والأصل في القرارات التأديبية التدرج في العقوبة ولا أعتقد بأن الوزارة تنساق خلف أصحاب تلك المطالبات وإن حدث ذلك لا سمح الله فإن الوزارة مثل من ..... ......
عندما يهدد المعلم بالفصل دون النظر فيما قدم من خدمة بل خدمات طوال فترة خدمته أليس ذلك بظلم؟
والمصيبة الكبرى عندما يتحدث من يمثل الوزارة أو إدارة التعليم بأن لولي أمر الطالب الحق في التوجه للشرطة وتقديم شكوى ضد المعلم عجباً،
هل ولي الأمر لا يعي ذلك؟
أم هو تخلي عن المسؤولية بطريقةٍ يراها من وجهة نظره ذكاء؟
أم هو تصرف مبني على المثل القائل "ألف لحية ولا لحيتي" وإذا كان هذا المثل هو منهج يسير عليه "بعضاً" ممن يحتزم بهم المعلمين فكما قال المثل عند أهل الجنوب "محزم فشل".
الوزارة هي من ساهم في ضياع هوية المعلم بتعاميم مضحكة وعلى سبيل المثال لا الحصر "يامعلم لا تضرب الطالب حتى يطرحك أرضاً".
-عندما يكون "أغلب" لجان الوزارة أو لجان إدارات التعليم وقبل ذلك الوزير ووكلاءه ومديري التعليم لم يمارسوا مهنة التعليم فكيف بهم بالوقوف على تلبية الحاجات للمعلمين والمعلمات، ونظراً لعدم معرفة تلك الحاجات التي من المفترض تلبيتها وتوفيرها كان أمر طبيعي أن تحدث المشكلات.
لنعد بالذاكرة للخلف قليلاً عندما كان حديث غرف المعلمين والمعلمات بضرورة تعديل مسمى الوزارة من المعارف إلى وزارة التربية والتعليم وبعد فترة ليست بالقصيرة تم التعديل إلى وزارة التربية والتعليم كم فرحنا واستبشرنا بهذا التعديل علماً بأنها وزارة للجميع وكان من المفترض مناقشة المعلمين والسماع لهم ففيهم أشخاص يحملون "فكراُ" مميزاً وأنا لا أقصد بكلامي إسقاطاً على من تفكرون به.
ولكن أن تصل متأخراً خيراً من ألا تصل
بعد ذلك سرعان ما تغير مسمى الوزارة بالحذف فقط فأصبحت وزارة التعليم
أما التربية فلنتركها لأهلها.
أسئلة مفتوحة ولكن في هذه المره ليس لدي أجوبة عليها
* لماذا لا يشارك المعلمين والمعلمات أصحاب المكاتب في الوزارة أو إدارات التعليم برأي أو فكرة؟
أم إنهم هم فقط القادرين على الاستشراف بالمستقبل وأنت ايها المعلم اعمل بصمت ولا يكثر.
* لماذا لا يتم تأسيس جمعية خاصة بالمعلمين ومثلها للمعلمات؟
عذراً سأعود لعنوان مقالي
الاعتذار كما يعلم العقلاء منا جميل وثقافة لا يقدر على تقديمه الكل، أوقات يكون شجاعة وأوقات أخرى خوف.
وجهة نظري بأن الاعتذار يكون شجاعةً عندما تعتذر وأنت قادر على عدم الاعتذار ولا يأتي ذلك إلا بالقوة الذاتية الإيجابية.
أما الاعتذار يكون خوفاً عندما تعتذر وأنت مجبر على ذلك الاعتذار فشتان بينهما، وما يميز هذا عن ذاك بأنه سمه يعبر عنها الاعتذار نفسه أما التفسير فيعود لمن شاهد الاعتذار، حديثي عن الاعتذار كان يشكلاً عام.
أما بخصوص اعتذار المعلم للطالب فتفسير الاعتذار بالشجاعة أو الخوف يدخل فيه نفسية المفسر نفسه.
من تابع قضية ضرب المعلم للطالب يجد الآراء أختلفت لقراءات ذلك الاعتذار
منهم من قال بأنه شجاعة.
ومنهم من قال بأنه خوف.
ولن أعلق على الرأي الثالث وهو من تابع بصمت.
من قال بأنه شجاعة فله مني التحية والتقدير على نظرته الإيجابية.
أما من قال بأنه خوف فعذراً أخي/أختي راجع نفسك ولا تطلق أحكاماً سلبيةً مسبقةً ونصيحة محب لمن فسر الاعتذار من هذا الجانب أن يقرأ في علم النفس الإيجابي ولن أنسى أن أقدم له تحياتي وتقديري أيضاً.
المقال كتب قبل أشهر وسبق نشره في بعض مواقع التواصل الاجتماعي