الواسطة .. بين القبول والرفض
كلمات لها مدلول
علي خضران القرني
السبت 15/06/2013
* اذا كانت الواسطة هي لإحقاق حقّ معيّن او فعل خير مألوف ولا تضرّ بحقوق ومصالح الآخرين فهي محمودة المسعى وكلنا نحييها ونرحب بها ونؤيد استمرارها؟ أما اذا كانت على العكس من ذلك فهي ممقوتة والكل ينكرها ويدعو الى سقوطها من قائمة التداولات الانسانية.
* فيما مضى لم يكن الاعتماد في دخول الجامعات على المقابلات الشخصية، ولم تكن ضمن شروط القبول فيها، بل كان القبول يعتمد على التقدير فقط وكان الطلاب واولياء الامور على قناعة ورضى بهذا الاجراء ودون اعتراض او تشكٍ.
* اما اليوم فقد أصبحت (المقابلة الشخصية) مقدمة على التقدير وبوابة اساسية لدخول الجامعات وغيرها من الوظائف والكليات ومنها العسكرية.
* نحن نتساءل هل الهدف من المقابلات الشخصية هو للحدّ من كثافة المتقدمين؟! ام لحسن الاختيار؟ ام لتمرير بعض الاسماء الموصى عليها؟ ربما كانت الاخيرة هي الارجع في العملية؟ والاجابة الصحيحة على السؤال؟ والدليل على ذلك المقابلة التي قرأتها في احدى الصحف مع احد اولياء امور الطالبات مضمونها: ان احدى بناته حصلت على تقدير 97% في شهادة الثانوية العامة وتقدمت لاحدى كليات الطب ولم توفق بحجة انها اخفقت في المقابلة الشخصية بينما يؤكد والدها حسب خبرته التعليمية جدارتها واستبعاد اخفاقها وبذل جهوداً مضنية في قبولها ولم يوفق فاضطر (مكرهاً) ان يسجلها في احدى كليات الطب باحدى جامعات الدول الشقيقة المجاورة وكانت الاولى في اختباراتها ومنها المقابلة الشخصية وظلت متفوقة طيلة سني دراستها مما أهلها لان تكون معيدة بجامعتها بعد تخرجها.
* فبماذا نفسّر هذا! أترك الإجابة لذوي العقول والبصائر.
* أتمنى على جامعاتنا الناهضة ان توائم بين المقابلات الشخصية والتقدير خلال عملية القبول والتسجيل والا تضطر بعض أولياء الامور للهجرة بابنائهم وبناتهم خارج الحدود فبلادنا جديرة باحتواء ابنائها وبناتها وتسهيل امور قبولهم في جامعاتها وتشجيع المبرزين منهم فهي بحاجة الى عقولهم وسواعدهم حاضراً ومستقبلاً.
وكلنا يدرك اهتمام وحرص وتشجيع وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بالشباب والشابات باعتبارهم غراس المستقبل وثماره المنتظرة.. والمنح الدراسية التي منحها وما يزال يمنحها لهم سابقاً ولاحقاً في الداخل والخارج تقديراً منه لتأهيلهم في شتى العلوم والتخصصات للمشاركة الفاعلة في نهضة بلادهم وتقدمها كل في مجال تخصصه.. أدامه الله وسدد على طريق الخير خطاه.. وبالله التوفيق.
* خاتمة: إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها؟