سأحكي قصة جرت في خيالي أبطالها وتفاصيلها , قصة تاجر الأثاث والشاب ..
يقول التاجر: دخل علي ذات يوم شاب قد بدت عليه آثار الصلاح , فقال : السلام عليكم ورحمة الله .
فقلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
فقال : يـــا عم أريد أن أشتري أثاثًا لمنزلي الجديد..
فقلت : اختر ما تُريد من هذه القطع ونحن نوفر لك القطعة التي تناسب حجم منزلك.
فقال : لا .. لا أريد من هذه القطع .. أريد مواصفات للأثاث .. فقاطعته قائلًا : قل مواصفاتك التي تريد ونحن .. فقاطعني قائلًا : أريده أنيقًا , أريده رائعًا , يشد نظر الأعمى فضلًا عن المبصر , أريده فخمًا حتى أن من دخل البيت لمرة تمنى دخوله أخرى .. أريد من دخله يهذي بما رآه ..لا أريده صُنع لغيري من قبل ولو كلفني الكثير فلن أُبالي بالمال ..
يقول التاجر : تفاجئت من حرص هذا الشاب على قطع الأثاث بهذه المواصفات مع أن ظاهره الصلاح ولا أظنه يلهث وراء الدنيا او أنه يظن التميز بالمنزل ..
فعرضت عليه عدة صور لعدة قطع من أفخمها ..
فقال : لا.. لا أريدها ليست بما وصفت ..
فقلت : يـــا بني هذه القطع صُنعت كل قطعة على حدة فلا تتكرر ..
فقال : القطع التي أردت ليست لديك ..
فقلت : هل تعرف من تاجر ؟
فقال : نعم .. تاجر أعظم منك ومن غيرك تاجر لا يخفى عليه شيء ..
فقلت : في تعجب يعلوه غضب .. من هذا التاجر ؟
فقال : يـــا عم منزلي الذي أردته والأثاث الذي وصفت في الجنة .. فالله اشترى من المؤمنين أنفسهم .. أعلمت الآن ما أردت حين قلت لك الأثاث الذي أردت ليس عندك ولن يكون عند غيرك لأن هذه المواصفات ليست في الدنيا ..
فقلت : يـــا بني إن الله قد آتاك من الشباب والقوة ما آتاك فاستعمله في الطاعة ولا تعصه .. فاجمع ثمن الأثاث الذي أردت من سنين عمرك ولا تحقرن شيئًا من المعروف وأسأل الله أن تُرزق ما تمنيت ..
فخرج الشاب بعد أن شكرني ..
وزال تعجبي من حرصه على المواصفات التي ذكر في الأثاث ..