[size=21]إن
المترقي في منازل السائرين إلى الله ينبغي عليه أن يتفحص إيمانه وصلته بربه
، ويحاسب نفسه ، هل هوفي صعود أم في نزول ؟ وهناك بعض العلامات التي
ينبغي علينا أن نزن بها إيماننا .. منها :
1- أنك لو أحسست بمرارة
المعصية ، وحلاوة الطاعة فأنت مؤمن ، وذلك الإحساس يتفاوت بحسب قوة إيمان
العبد وضعفه قال صلى الله عليه وسلم : [ إذا أسرتك حسنتك و أساءتك سيئتك
فأنت مؤمن ] رواه أحمد .
2- أن يكون الله ربه في
السر والعلانية ، يعني لا يجرأ على الله عز وجل في السر .
3- أن يحسن الصلاة في السر
كما يحسنها في العلانية ..
4- أنه إن كان يخاف النفاق
فهو مؤمن و إلا فلا . قال الحسن البصري رحمه الله : ما خافه إلا مؤمن ولا
أمنه إلا منافق .
5- إن كان الله عز وجل منحه
فقها في الدين ، وَحُسْنَ سمت فليبشر بالخير . عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال صلى الله عليه وسلم : [ خصلتان لا يجتمعان في منافق ، حسن سمت ، ولا
فقه في الدين ] – أخرجه الترمذي - السمت : السيرة ، والمراد به السكينة
والوقار .
6- تدبر وتفكر في شِعب
الإيمان : من ( الصلاة المكتوبة ، و الإيمان بالأركان الستة ، وتعظيم النبي
ومحبته صلى الله عليه وسلم ، والصبر بجميع أنواعه ، والشكر ، و التواضع ، و
الرحمة ، والتوكل ، وتلاوة القرآن ، وذكر الله ، وإكرام الضيف ، وصلة
الرحم ، وبر الوالدين ، و أداء الحقوق ، وأداء الأمانة ، و حسن المعاملة ، و
الخـلق الحسن ، ورد السلام ، و الحياء ، والصدق ، وإماطة الأذى عن الطريق ،
وتشميت العاطس ، و اجتناب اللغو..... ) . وهي كثيرة فهل هي موجودة فيك
،كلها أو بعضها ؟
7- تفكر وتدبر في صفات
المنافق : من ( الكذب ، وإخلاف الوعد ، والخيانة ، و قلة ذكر الله ،
والرياء ، والكسل ، ونحوها ... ) .. فبهذه الأمور تعرف نفسك هل هي مؤمنة أم
لا .
· قال الإمام الأوزاعي رحمه
الله : إن المنافق يقول كثيراً ، ويعمل قليلاً ، وان المؤمن يقول قليلا
ويعمل كثيراً .
· فتش عن حياة قلبك : قال عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه : اطلب قلبك في ثلاثة مواطن :
-
عند سماع القرآن .
-
وفي مجالس الذكر .
-
وفي أوقات الخلوة .
فإن
لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فانه لا قلب لك ..
هل
أنت من الخائفين حقاً قال تعالى : { فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين }
.
قال
النبي صلى الله عليه وسلم : [.... لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ،
ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات
تجأرون إلى الله تعالى ] . رواه الترمذي
· قال شيخ الإسلام رحمه
الله : الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله .
فهو
خوف يبعث على طاعة الله تعالى ، ويلين القلوب ، ويمنع الذنوب ، ويحدث
الخشوع ، فإذا كانت رقته كرقة النساء عند الموعظة ، ثم لا يتغير ولا يتبدل
حاله وأعماله وأخلاقه ، فهذا خوف عارض ليس له كبير فائدة .
· علامات الخوف الصادق :
1- أن يخاف على قلبه ،
فيخرج منه الشرك والحسد والبغضاء والعداوة للمسلمين .
2- ويتبين في لسانه ، فيمنع
لسانه من الكذب والغيبة وفضول الكلام والقذف و السب والشتم .
3- ويخاف في أمر بطنه ،
فلا يدخل في بطنه إلا طيبا حلالا .
4- ويراقب بصره ، فلا
ينظر إلى الحرام .
5- ويحرص على يده ، فلا
يمد ها إلى الحرام .
6- ويتحرز في مايخص قدمه،
فلا يمشي بها إلى معصية الله .
· قال يحيى بن معاذ الرازي
رحمه الله : كيف يفرح المؤمن في دار الدنيا إن عمل سيئة خاف
أن يؤخذ بها ، وإن عمل حسنة خاف أن لا تُقبل منه ، وهو إما مسيء وإما محسن
.
· الخوف عند عمل الحسنة :
قال العلماء : من عمل حسنة يحتاج إلى الخوف من ثلاثة أشياء ، فما ظنك بمن
عمل سيئة :
1- الخوف من عدم القبول ،
لأن الله تعالى يقول : { إنما يتقبل الله من المتقين } .
2- الخوف من الرياء ، قال
تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } .
3- الخوف من الخذلان في
الطاعة ، لأنه لا يدري هل يوفق لها أم لا ، لقوله تعالى : { وما توفيقي إلا
بالله عليه توكلت و إليه أنيب } .
· مِن ماذا يجب أن يخاف
المؤمن :
-
عليه ان يخاف من أن يلتفت وينصرف قلبه إلى غير الله ( حبا وخوفا
وتعظيما ورجاءً ... ) .
-
وأن يخاف من الميل عن الإستقامة.
-
وينبغي كذالك الخوف من سوء الخاتمة عند الموت .
-
والخوف من الاشتغال عن الله بغير الله .
-
والخوف من تعجيل العقوبة في الدنيا والافتضاح قبل الموت .
-
والخوف من ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق الله تعالى .
-
والخوف من الحسنات التي لا تقبل .
-
والخوف من البطر بكثرة نعم الله ، والاغترار بزخارف الدنيا .
-
والخوف من أن يخالط الأعمال شيئ من الرياء وهو لا يشعر .
-
والخوف من النفاق بجميع أنواعه و صوره .
-
والخوف من اختلاف الظاهر مع الباطن والسر مع العلانبية .
-
والخوف من عدم التوفيق إلى طاعة الله ومرضاته .
-
والخوف من السقوط من عين الله .
-
والخوف من عذاب القبر وأهوال يوم القيامة .
-
والخوف من الوقوف بين يدي الله للحساب عن كل صغيرة وكبيرة .
أسأل
الله العظيم أن يجعلنا من المؤمنين القانتين المقبولين عند الله تعالى